السبت، 4 فبراير 2012

الظروف الصعبة لم تقف عائقاً أمامهم... طلبة إعلام تكريت نماذج مشرقة تشق طريقها الى النجاح


الظروف الصعبة لم تقف عائقاً أمامهم
طلبة إعلام تكريت نماذج مشرقة تشق طريقها الى النجاح
حنين سعد
            يعتبر قسم الإعلام في كلية الآداب بجامعة تكريت من الأقسام الحديثة في الجامعة ، فلم يتخرج من هذا القسم سوى دورة واحدة لحد الآن ، ولكن مع ذلك نجد ان هذا القسم غني بالمبدعين من الطلبة ، فعلى الرغم من حداثته إلا انه استقطب الكثير من الشباب الموهوبين على اختلافهم والذين يحاولون مواجهة الصعاب وإيصال ما يملكونه من طاقات مختلفة إلى الجمهور .
طلبة إعلام تكريت تحدثوا عن أبرز المعوقات التي تواجههم ، مؤكدين إن المعوقات كثيرة إلا إن طموحهم أكبر منها بكثير، وأشاروا الى ان العراق بلد يزخر بالمبدعين والموهوبين من الشباب والشابات والذين لا ينقصهم شيء سوى الدعم ، حيث تعاني شريحة الشباب من الإهمال والتهميش ، فلا يلقون أي دعم سواء كان مادياً او معنوياً لإظهار مواهبهم بل على العكس يواجهون العديد من العراقيل التي تعيق طريقهم في الوصول والنجاح والتي تتباين ما بين الظروف الأمنية ونظرة المجتمع إضافة الى العديد من أعداء النجاح الذين يحاولون إحباط معنوياتهم بشتى الطرق والأشكال، وأكدوا أيضاً بأنهم يأملون بأن تهتم الجهات المسؤولة بالموهوبين والمبدعين من خلال إقامة المهرجانات والمؤتمرات الداعمة للشباب كخطوة للأخذ بيدهم .
تحدثنا في البداية الى المصور الفوتوغرافي ( بكر العزاوي ) وهو طالب في المرحلة الثانية وأحد الشباب الموهوبين في قسم الإعلام بجامعة تكريت ، بكر أشار في حديثه الى نظرة المجتمع العراقي لفن التصوير قائلاً : مازال مجتمعنا غير قادراً على استيعاب شخص يحمل كاميرا للمحترفين والتي تتميز بمعداتها وعدساتها الكبيرة ، فبعض الناس يشعروننا أحياناً بأننا نحمل سلاح فتاك وإننا سنقوم بقتلهم وليس تصويرهم !! وهناك من الناس من يتبع أسلوب الاستهزاء بما نقوم به !!  وأضاف بكر : لقد واجهت الكثير من المشاكل في الشارع فقط لأنني كنت أحمل بيدي كاميرا ، ففي أكثر من مرة أرادت قوات الأمن اعتقالي لأنني كنت التقط بعض الصور في الشارع بحجة إن التصوير ممنوع ، وأكد : ما زال الوضع الأمني الذي يعيشه البلد  يقف حاجزاً أمام الكثير من المصورين ، فهنالك الكثير من المناطق التي لا نستطيع تصويرها بسبب المعوقات الأمنية، حيث إننا  نحتاج الى الكثير من الموافقات الأمنية فقط لكي نلتقط صورة في مكان معين !! . وأشار إلى مسألة عدم فهم الناس الى معنى الصور التي يلتقطها قائلاً : أعاني كثيراً من عدم فهم محيطي للفن الذي أقدمه، فقد أقمت لحد الان معرضين ولاحظت ان البعض لم يفهم الرسالة التي أردت إيصالها، وهذا ما يقلقني أحياناً ، فمن الناس من يركز على تفاصيل غير أساسية في الصورة وينسى الهدف الأساسي من الصورة . واختتم حديثه قائلاً  : مازلت متفائلا على الرغم من المعوقات التي أواجهها كل يوم ، وطموحي كبير في إيصال رسالتي من خلال فن التصوير  .
وللكتابة نصيب كبير في قسم الإعلام من خلال مجموعة من الطلبة والطالبات أبرزهم المبدعة ( إسراء إسماعيل ) ، فهي شابة طموحة اختارت دراسة الإعلام لشغفها بالكتابة وتطلعها لإيصال صوتها وتحقيق ذاتها في الوقت نفسه ، إسراء تحدثت عن أهم المعوقات التي تعيق طريقها قائلة :  لقد اخترت مجال الإعلام لإيصال صوتي وإيصال الكثير من الظواهر التي يعاني منها مجتمعنا ، لكني مع ذلك أعاني ومعي زميلاتي الصحفيات من نظرة المجتمع لهذا المجال ، فعلى الرغم من ان المرأة اليوم أصبح لها دور كبير في جميع مجالات الحياة وأصبح المجتمع يتقبل فكرة عمل المرأة إلا ان نظرة المجتمع لعمل المرأة في مجال الإعلام ما زالت نظرة غير سوية، وأضافت قائلة : بالرغم من حبي الكبير للكتابة إلا أنني تمنيت دخول مجال الإعلام المرئي لكني اخترت فرع الصحافة نزولاً عند رغبة المجتمع، فالمجتمع الى هذه اللحظة غير قادر على تقبل فكرة ظهور المرأة في وسائل الإعلام المرئية وهذا ما يحزنني كثيراً ، فنحن اليوم في عصر ثورة المعلومات وتقنيات الاتصال الحديثة ومن المنطقي ان نكون قد تجاوزنا الكثير من الأمور، فالمرأة العربية قد حصلت هذا العام على جائزة نوبل، فلماذا مازلنا ننظر للمرأة العاملة بمجال الإعلام  نظرة غير لائقة ؟؟. وأكدت بان المرأة العاملة في مجال الصحافة أيضاً تعاني الكثير، قائلة : ان الصحفية العراقية تواجه الكثير من التحديات من أجل إثبات ذاتها خاصة في ظل الأوضاع الراهنة التي يعيشها البلد والتي  تدفع الكثير من الاهل الى منع بناتهم من ممارسة العمل الإعلامي خوفاً عليهن . واختتمت قائلة : في ظل تلك المعوقات الكثيرة يصعب على الكثير من الصحفيين إثبات ذاتهم الإ إنني مع ذلك مازلت متفائلة وسأحاول الى ان أصل الى ما اطمح اليه  .
ومن ضمن التجارب المختلفة التي خاضها احد المبدعين من طلبة قسم الإعلام  تجربة الإخراج ، وهي التجربة التي خاضها (محمد السلطان) محاولاً في تجربته الأولى في مجال الأفلام الوثائقية إنتاج فيلم (أفياء وطن) ، محمد تحدث عن المتاعب التي واجهته في هذه التجربة قائلاً : لم أدرس الإخراج ولكن خوضي لهذه التجربة لم يأتي من فراغ ، فالإخراج أتى من إلمامي بالمونتاج والتصوير والتصميم والكتابة،إضافة الى قراءاتي المستمرة عن الإخراج جعلي اخرج اول فيلم وثائقي على مستوى محافظة صلاح الدين . وأضاف قائلاً : ان تجربة الإخراج لم تكن سهلة على الإطلاق إلا إنها كانت ممتعة في الوقت ذاته ، حيث اطلعت من خلالها على الكثير  من الأمور وتعلمت الكثير من الأشياء التي كنت أجهلها  لكني واجهت صعوبات كبيرة أبرزها قلة الدعم ، فالكثير من المؤسسات الثقافية لا تدعم مثل هكذا أعمال ، إضافة الى إنني واجهت انتقادات كثيرة من قبل بعض الناس والذين توقعت ان يشجعوني لخوض هذه التجربة لكني وجدت العكس تماماً ، لكني مع ذلك أصررت على إكمال الطريق تاركاً ورائي كل الأشخاص الذين لا يرغبون سوى إحباط الآخرين . وأشار قائلاً : المشكلة الكبيرة التي نعاني منها نحن الشباب هي عدم إيمان الآخرين بقدراتنا ، فالكثير من المسؤولين لا يؤمنون  بالطاقات الشبابية الا بعد ان  يروا أعمالهم النهائية متجاهلين المصاعب التي يواجهونها وهذا يؤثر سلباً على تلك الطاقات التي تحتاج الى الدعم المعنوي على ابسط تقدير .وأختتم حديثه قائلا : إن الإخراج يحتاج الى طاقة ومجهود كبير لكن طموحي فيه كبير أيضاً، وأتمنى ان اخرج أفلام أخرى بالمستقبل تعبر عن الواقع العراقي.
ومن ضمن المتميزات في قسم الإعلام المبدعة ( حنين هاشم ) والتي تميزت بكتابة العمود الصحفي ، أشارت الى ان الظروف الأمنية تقف كحجر عثرة أمام طريقها ، مؤكدة : مازالت الظروف الأمنية تقف عائقاً أمامي ، فانا أميل الى كتابة العمود السياسي أكثر من أي نوع آخر ، لكني وفي ظل هذه الظروف الأمنية لا ألقى التشجيع الكافي لكتابة هذه النوعية من الفنون الصحفية وخاصة من قبل الأهل ،فخوف أهلي علي يجعلني أتردد في نشر الكثير من المقالات إضافة إلى أساتذة القسم ، فأغلب الأساتذة يشجعوني على الكتابة لكنهم  يخافون أيضاً علي من هذه النوعية من الكتابات. وأضافت :نعاني كثيراً نحن الصحفيون في محافظة صلاح الدين من قلة وسائل الإعلام على اختلافها ، فالصحف مثلاً قليلة جداً ،وحتى إن وجدت فما ارغب بنشره لا يتوافق مع سياسة تلك الصحف ، وهذا الأمر يكون في كثير من الأحيان محبطاً بالنسبة لي فاضطر إلى التخفيف من حدة اللهجة التي اكتب بها فقط لكي يتم نشر ما اكتبه . واختتمت حديثها قائلة :اعرف ان الطريق طويل ومليء بالعقبات لكني مع ذلك سأواصل طريقي الى ان أصل الى هدفي.
والرسم أيضاً كان له حضوراً بقسم  الإعلام من خلال مجموعة من الطلبة الموهوبين أبرزهم (عبد الله الناصري )  الذي أقام معرضه الأول للكاريكاتير في القسم بمشاركة مجموعة من طلبة الإعلام ، وقد أشار الى وجود الكثير من الخطوط الحمراء التي لا يستطيع تجاوزها بالرسم بسبب الوضع الأمني الحالي الذي يعيشه العراق ، قائلا : لدي الكثير من الرسومات الكاريكاتيرية المتعلقة بالشأن العراقي لكني لا استطيع نشرها ، فالمسؤولين مازالوا إلى يومنا هذا غير قادرين على تقبل فكر النقد الصريح لذلك نجد أغلب رسامي الكاريكاتير يميلون إلى التمويه في رسوماتهم وعدم نقد المسؤول بشكل مباشر وصريح. وأضاف : لقد كان المعرض الأول الذي شاركت به عن الثورة المصرية مع انني كنت أتمنى ان يكون معرضي الاول متعلقاً ببلدي العراق إلا ان الظروف التي يعيشها البلد كانت سبباً في جعلنا نختار موضوعا بعيداً عن بلدنا تجنباً لمشاكل نحن في غنى عنها ، وأكد: ان معاناتي تشبه معاناة أي رسام كاريكاتير في العراق ، فالجميع يعاني من قلة الحرية المتاحة وكثرة القيود ، وخاصة الرسامين الشباب الذين مازالوا في بداية طريقهم ، حيث يواجهون الكثير من المشاكل أبرزها انعدام الدعم لتلك القدرات الشابة ، فأغلب الصحف ترغب بالتعامل مع رسامين معيين دون إتاحة الفرصة للشباب لإبراز طاقاتهم وإظهار مواهبهم . واختتم حديثة قائلاً : أطمح بالمستقبل لإقامة معرضاً للكاريكاتير متعلقا بالوضع الحالي بالعراق متناولاً فيه الكثير من الظواهر المختلفة التي يعاني منها البلد .
ومن النماذج المتميزة أيضاً في قسم الإعلام المبدعة ( ولاء عبد الرزاق )  في المرحلة الثالثة والتي تهوى الفن التشكيلي ، التقيناها في إحدى القاعات الدراسية في قسم الإعلام وقد تحدثت عن تجربتها في صنع المجسمات قائلة : راودتني منذ زمن طويل فكرة الخوض في مجال صنع المجسمات ولكني لم أخطو هذه الخطوة إلا عند دخولي قسم الإعلام ، حيث تم إستيحاء الفكرة من معرض الصورة الصحفية الدائم الذي تم إقامته بالقسم ، وبدأت العمل مع فريق من طلبة القسم الى ان تم نسخ معرض الصورة على شكل مجسم نال استحسان الجميع . وأكدت إلى إن هذه التجربة لم تخلو من المصاعب قائلة : على الرغم من إنني لم اعمل بمفردي بل عملت بمساعدة فريق من طلبة القسم إلا إننا واجهنا مشاكل كثيرة متعلقة بهذا العمل ، فأي عمل يحتاج إلى دعم ليخرج بالمستوى المطلوب ، فكثيرون شككوا بقدرتنا على انجاز هذا العمل وكثيرون استهزؤوا لكننا مع ذلك لم نتوقف بل واصلنا العمل الى ان انجزنا المجسم . وأضافت :  يتوجب على أي شخص مبدع يريد الوصول الى هدفه ان لا يصغي الى أعداء النجاح ، فهم كثيرون وهدفهم واحد ألا وهو إحباط المقابل ، فمن خلال تجربتنا هذه واجهنا الكثير من النماذج التي حاولت احباطنا بشتى الطرق لكن بالوقت ذاته لاقينا دعم معنوي وتشجيع من قبل كثيرون سواء من اساتذتنا او من قبل زملائنا الطلبة وهذا الامر كان له وقع ايجابي على انفسنا، وانهت حديثها قائلة: لدي الكثير من الأفكار المختلفة التي أسعى الى تنفيذها بالمستقبل مع الاستفادة من الأخطاء التي وقعت بها بالتجربة الأولى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق